بيّن رئيس الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن وضع الروايات وتأويلها وتحريفها من الأعمال التي بدأت تنتشر من زمن معاوية، وكان هناك أشخاص لديهم قابلية للانحرف، انحرافات مثل "إضفاء القيمة للرهبانية" وأفكار مثل "فصل الدين عن السياسة".
قدم المدير التنفيذي لمؤسسة عاشوراء الدولية خالص العزاء بمناسبة شهادة الإمام الصادق عليه السلام مبينا الدور التاريخي والمصيري لهذا الإمام الهمام ووالده الإمام الباقر (ع) في تطهير الإسلام عن الأفكار الانحرافية.
أكد آية الله "محمد حسن أختري": إن ما بلغ ذروة انتشاره في زمن الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام) هو ظهور الأفكار والمدارس المزيفة بدل عن الإسلام الحقيقي والتعاليم الأصيلة الإسلامية.
وفي اجتماعه مع مديري مؤسسة عاشوراء الدولية أشار سماحته إلى مؤامرات الأمويين في انحراف الأمة عن مسارها الصحيح، وقال: سعى بنو أمية بكل جهد أن يشوهوا جميع القضايا الدينية والإسلامية، وأن يفرغوا الإسلام عن حقيقته.
وأشار هذا المفكر الإسلامي إلى "اعتناق أبي سفيان ومعاوية للإسلام بالإكراه"، وقال: إن إسلامهما كان بعد فتح مكة وكان ذلك للحفاظ على أنفسهما، ثم بذلا قصارى جهدهما وبمختلف الأساليب أن يزيلا الهداية في الدين من حياة الناس.
وتطرق سماحته إلى بعض الانحرافات التي بثها معاوية في الشريعة الإسلامية، وقال: كان معاوية ومنذ توليه الحكم على الشام من قبل الخلفاء، منح لنفسه بعض الامتيازات والصلاحيات، وشرع بإجراءات ليست مخالفة لتعاليم النبي (ص) وأحكام القرآن فحسب، بل كانت حتى تعارض سنة الشيخين الخليفة الأولى والثاني، منها: الإسراف والتبذير حتى أطلق عليه "كسرى العرب".
وأضاف رئيس الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن وضع الروايات وتأويلها وتحريفها من الأعمال التي بدأت تنتشر منذ زمن معاوية، وكان هناك أشخاص لديهم قابلية للانحراف، انحرافات مثل "إضفاء القيمة للرهبانية" وأفكار مثل "فصل الدين عن السياسة".
وأكد آية الله أختري: إن أساليب مثل "التصوف والزهد غير الشرعي"، والتي تحولت فيما بعد إلى فرق منحرفة، تأسست جميعها في العصر الأموي وعلى يد هذه السلالة.
وأضاف سماحته: وقد ظهرت حوالي 100 فرقة منحرفة، وذلك بسبب مثل هذه الإجراءات في هذا العصر، حتى ما بقي من الإسلام إلا اسمه، وبناء عليه بذل الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام) نهاية جهدهما للتعريف بالإسلام الأصيل، وحتى تبقى رسالة الإسلام صحيحة.
وأشار المدير التنفيذي لمؤسسة عاشوراء الدولية إلى مناظرات الإمام الباقر (ع) والإمام الصادق (ع) مع بعض الأشخاص مثل "سفيان الثوري" و"ابن أبي العوجاء"، وقال: إن هذين الإمامين عليهما السلام أجريا مناظرات مع العلماء الذين يروجون للحكام آنذاك حتى يتصدى هذان الإمامان لهذه الانحرافات وكي يعرّفا الناس بالحقيقة.
وتحدث آية الله أختري إلى ما عانه الإمام الصادق (ع) في تبيين الحقيقة والذي انتهى بشهادته محتسبا عند الله تعالى، وقال: إن هذا الإمام بذل كل ما بوسعه لتبيين حقيقة مدرسة الإسلام والتعريف الدقيق بالشريعة، وتحمل ما تحمل في هذا الطريق لإيصال مفاهيم القرآن والسنة بشكل جلي وواضح دون أي انحراف إلينا، وفي قبال ذلك القوى المخالفة التي كانت تسعى لنشر الانحراف وبثه، وقفت أمام هذا النهج القويم ووجهت للإمام مختلف أنواع المعاناة والمشكلات.
وفي الختام ابتهل رئيس الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى الله تعالى أن نسير على نهج الإمام الصادق (ع) في تبليغ مدرسته وترويجها.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.