آية الله رمضاني: علينا أن نعرّف من نهضة عاشوراء النماذج المؤثرة والتوظيفية والحديثة

السبت, 15 آب/أغسطس 2020
علينا متابعة ما كان محل اهتمام سيد الشهداء في كلماته عند خروجه من المدينة إلى مكة ومن مكة إلى كربلاء وما نطق بها في أرض كربلاء، فإذا ما تم دراسة كلام الإمام يمكن أن نقدم تفسيرا دقيقا ومعمقا عن قضية عاشوراء.

انعقدت ندوة افتراضية للكتل الثقافية والمبلغين في الساحة الدولية في مصلى مبنى المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بمدينة قم المقدسة.

أقيمت هذه الندوة يوم الخميس الموافق 23 ذي الحجة لعام 1441 هـ، وبمشاركة الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني" والمفسر والمبلغ البارز حجة الإسلام والمسلمين الشيخ "محسن قرائتي".

وكانت محاور الندوة ضرورات التبليغ الديني في العالم اليوم، وأولويات المواضيع التي سيتطرق إليها الخطباء في محرم المقبل على المنبر الحسيني، وأساليب التبليغ حسب الظروف الراهنة في ظل تفشي كورونا.

وصرح آية الله رمضاني في هذه الندوة: نحن على أعتاب شهر محرم، مما يدعونا أن نولي بالغ الاهتمام للانتفاع من العالم الافتراضي للتبليغ الديني، وعلينا أن يكون لدينا برامجا دقيقا في هذا المجال.

وفيما يتعلق بشهر محرم وأنه فرصة عالمية لم يختص بشريحة خاصة من المجتمع، أضاف سماحته: إن من أهم الدروس التي تعلّمنا عاشوراء هو أخذ أفضل النماذج للحياة، إذ أن المجمتع البشري يمر بأزمة العقلانية والمعنوية، وأن العالم الغربي يواجه تحديات رئيسية في حياته، كما أن الثقافة الليبرالية وضعت الغرب في أزمات عديدة، فاليوم حان الوقت أن نقدم للمجمتع البشري نماذج من حياة المؤمنين.

وتابع الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): يجب أن تكون هذه الأسوة مؤثرة، وفيها طابع من العدالة والمعنوية؛ وبناء عليه يقول الإمام الحسين (ع) "لكم فيّ أسوة"، ويعرف القرآن أن النبي إبراهيم (ع) ونبينا الأكرم (ص) كانا أسوة، فيجب الاهتمام بمختلف أبعادهما باعتبارهما كانا أسوة، كما علينا أن نعرف من نهضة عاشوراء للناشئين والشباب والنساء النماذج المؤثرة والتوظيفية والحديثة، لذا علينا أن نعرف السيدة زينب سلام الله عليها، والقاسم بن الحسن، وعلي الأكبر وأبا الفضل العباس عليهم السلام وأنصار أبي عبد الله بشكل جيد إلى المجتمع البشري.

وأشار سماحته إلى أنه يمكن اتخاذ الإمام الحسين (ع) أسوة لجميع المسلمين، وصرح: إن الحرية، ومقارعة الظلم والاضطهاد والتمييز، وإصلاح أمة النبي (ص)، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهداف نهضة سيد الشهداء، كما أن المسلمين يمكنهم أن يضعوا هذه الأمور في مقدمة نشاطاتهم، فإن البشرية في الوقت الراهن توجهت إلى المعنوية والباري تبارك وتعالى؛ وذلك بسبب أزمة جائحة كورونا، ويقول الإمام الحسين (ع) إننا ندعوكم إلى الله، وبناء على ذلك يمكن أن يصبح الإمام (ع) أسوة لجميع أتباع الديانات الإبراهيمية، إذ أن الإمام وجّه كلامه إلى الإنسانية، ودعاها إلى الله، كما أن سيد الشهداء من خلال كلماته كـ "كونوا أحرارا في دنياكم" يمكن أن يكون أسوة للبشرية جمعاء.

وصرح آية الله رمضاني: علينا أن نعرّف عاشوراء بصورة صحيحة، ونقوم بتبيين سببها وكيفيتها، فمن ناحية كيفية نهضة عاشوراء علينا أن نروي حادثة عاشوراء بصورة صحيحة ودون التزوير والتزييف، ولا بد من رواية أخبارها بشكل صحيح، فهناك كتب كثيرة ألفت وتحدثت عن هذا الجانب، لكن بالنسبة إلى سبب وعلة عاشوراء فكان هذا الجانب أقل اهتماما، فأما الكلام حول سببها فيراد بها تقديم تفسير واضح وصحيح لواقعة عاشوراء، كما أنه لا يجب أن نرسم عاشوراء أخرى بالتزييفات، فتارة نقول أن عاشوراء كانت وحيدة من نوعها، وذلك لاستشهاد افضل الخلق فيها، فهذا كلام صحيح، لكن لا بد أن لا نمنع من أخذ النماذج من هذه الحادثة، فعدم أخذ الدروس والتأسي بعاشوراء يعد تزويرا كبيرا لها.

وأكد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أنه علينا متابعة ما كان محل اهتمام سيد الشهداء في كلماته عند خروجه من المدينة إلى مكة ومن مكة إلى كربلاء وما نطق بها في أرض كربلاء، فإذا ما تم دراسة كلام الإمام يمكن أن نقدم تفسيرا دقيقا ومعمقا عن قضية عاشوراء.

واعتبر آية الله رمضاني أن معرفة المخاطب في قضية التبليغ أمرا هاما، وأضاف: يجب أن نعرف المخاطبين بصورة جيدة في مختلف البلدان، ثم نقدم لهم ما يناسبهم من المعلومات، وعلى سبيل المثال: هناك فارق بين أسلوب التبليغ في باكستان وفي أفريقيا وفي أوربا، فإن المبلّغ إذا لم يعرف مخاطبه بشكل جيد، يصبح التبليغ ضده وينقلب عليه، فعلى المبلّغين أن يحدثوا الناس حسب قابليات عقولهم، وأن يجهزوا أنفسهم بسلاح القرآن وكلمات أهل البيت (ع) في خطابهم، فأيام شهر محرم فرصة ثمينة في الساحة الدولية لتبليغ مفاهيم الإسلام المحمدي الأصيل.

المجمع العالمي لأهل البيت (علیهم السلام)

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.

أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.

قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.

  • ایران - تهران - بلوارکشاورز - نبش خیابان قدس - پلاک 246
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

اتصل بنا

موضوع
البريد الإلكتروني
الرسالة
9+3=? قانون الضمان