قضية الغدير متفق عليها عند جميع المسلمين

إن واقعة الغدير وحديث الغدير يعدان أساس الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية.

قضية الغدير متفق عليها عند جميع المسلمين

وفقا لما أفاده الموقع الرسمي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) - أشار حجة الأسلام والمسلمين الدكتور مهدي فرمانيان إلى إقامة مؤتمر "الغدير غدير في نطاق الحضارة والثقافة الإسلامية مع التركيز على التاريخ والمذاهب الإسلامية" في جامعة الأديان والمذاهب الإسلامية، منهنئا  أيام شهر ذي الحجة الحرام، وقال: شهر ذي الحجة شهر مبارك، وفيه يوم عرفة، وعيد الأضحى، وعيد الغدير الذي يعد العيد الخاص للشيعة، كما أن هناك من أهل السنة والمتصوفة يعتنون بهذا العيد اهتماما بالغا، وذلك بناء على وجهة نظرهم وأفكارهم.

وتابع المدير العلمي والثقافي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن قضية الغدير قضية متفق عليها عند جميع المسلمين، وأن المسلمين وعلى مدى التاريخ يقبلون واقعة الغدير وكلام النبي (ص) حول أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير، لكن يختلفون مع الشيعة في استنتاجهم من مفهوم كلام النبي (ص) حول حديث الغدير.

طبعا، يختلفون حول الكلمات التي استخدمها النبي (ص) والتي عيّن فيها الامام علي (ص) بكل وضوح وصراحة أنه خليفته، وقال: علي خليفتي، لكن للأسف بعض المتصوفة يفسرونها بالخليفة الباطنية، ويقولون إن النبي (ص) منح الإمام علي (ع) الإمامة الباطنية وليس الإمامة الظاهرية، في حين إننا نعتقد أن الإمامة الباطنية والإمامة الظاهرية معا تم تسليمها وفوضتا إلى الإمام علي (ع) في تلك الواقعة.

وقال سماحته: إن المؤتمر الذي سينعقد في جامعة الأديان والمذاهب يأتي بناء على هذه القضية، ومن المقرر، أن نثبت تواتر حديث الغدير في المذاهب الإسلامية وأنه مقبول لديهم.

وقال حجة الإسلام والمسلمين الدكتور مهدي فرمانيان: سينعقد هذا المؤتمر في 17 جولاي المقبل، ويعود التخطيط والتنظيم لإقامته إلى قبل كورونا المستجد ما يقارب قبل 4 سنوات، وكان من المقرر أن ينعقد هذا المؤتمر سنة 2019 للميلاد، لكن تم تأجيله لتفشي فايروس كورونا. وبناء عليه، فقد بادر الدكتور غفوري نجاد إلى إحياء هذه القضية.

وفي الوقت الراهن يمكن القول أن قضية كورونا انتهت تماما وليست لها أي تبعات اجتماعية خاصة، وبناء عليه، ارتأينا أن نقيم هذا المؤتمر في أقرب وقت ممكن، أي: يوم واحد قبل عيد الغدير في 17 جولاي 2023 م. هذا المؤتمر يستغرق 4 ساعات من الساعة 8 صباحا حتى الساعة 12 ظهرا.

وأضاف حجة الإسلام والمسلمين فرمانيان: إن هذا المؤتمر يشتمل على 3 محاور أو لجان، الأولى لجنة التاريخ. إن لجنة التاريخ في الغدير تتطرق إلى كيفية ظهور وتجلي الغدير، وحول هذا الحدث التاريخي لدينا روايات عديدة، وأن قضية حديث الغدير أحدث واقعة ما، كما أن الكتب والاعمال التي ألّفت في هذا الجانب كثيرة جدا، وقد تطرقت حوالي 5 مقالات حول هذا الموضوع في هذا المؤتمر.

والمحور الثاني حول الغدير في الفرق الشيعية، وأن الشيعة كيف تعاملت مع الغدير، وكيف استوعبت المدارس والفرق التي ظهرت في الشيعة هذه الواقعة، ومن ثم نقلتها وفسرّتها.

والمحور الثالث الذي أنا أتصدى لرئاسته لجنة "الغدير عند أهل السنة"، وستناقش هذه اللجنة 6 مقالات تحت عناوين الغدير من منظور المعتزلة، والغدير من منظور أهل الحديث، والغدير من منظور السلفية، والغدير من منظور الأشاعرة، والغدير من منظور الماتريدية والمتصوفة.

طبعا، هناك مقالات أخرى وصلتنا، لكنها تتعلق بالأديان، على سبيل المثال: انعكاس الخلافة في دين اليهود، أو انعكاس الخلافة في المسيحية، ومثل هذه المقالات سعت لتناقش قضية الخلافة في الديانات الأخرى؛ إذ أن قضية الخلافة قضية متفق عليها ومقبولة في جميع الأديان، وهي ليست قضية جديدة في الشريعة الإسلامية، لكن بما أن هذه المقالات قليلة لم نضع لها لجنة مستقلة، بل ستناقش على حدة.

وتابع عضو هيئة التدريس في جامعة الأديان والمذاهب: هناك قضيتان اثنتان جعلت غايتنا شفافة جدا. القضية الأولى والتي دوما توجه التهم إلى جامعة الأديان والمذاهب بأنها ليست شيعية، وأنها تفسر التقريب بشكل متطرف ولم تعتني بالشيعة. ففي كلية الدراسات الشيعية  بادر الدكتور غفوري نجاد وزملاؤه الأخرون أن يخطو بهذه الخطوة من تقديم إقامة هذا المؤتمر حتى يقولون: كلا! ليس الأمر هكذا، بل إن جامعة الأديان والمذاهب تصر على معتقداتها، وهي لديها اعتقاد جازم بالحوار بين الأديان والتقريب بين المذاهب.

أما القضية الثانية أو الهدف الثاني لهذا المؤتمر هو أن نثبت أنه حتى أكثر القضايا الخلافية ومثيرة للجدل يمكن أن تصبح قضية موحدة وتقريبية. إن قضية الغدير من الأحاديث التي يمكن أن يقدم لها تفاسير مختلفة وعديدة؛ إذ أن جميع المسلمين يعتقدون بأصل الفكرة، ويعلمون تماما أن هناك واقعة حدثت، وهناك كلام دار حولها، فمن هذا المنطلق يمكننا أن نؤكد على الجانب التقريبي لهذه الواقعة  حتى تصبح هذه القضية مرتبطة بأهداف جامعة الأديان.

وقال حجة الإسلام والمسلمين الدكتور مهدي فرمانيان: كان من المتوقع أن تتعاون معنا المزيد من المراكز لكن لم يحدث ذلك، فحتى الآن المراكز التي ساندتنا في هذا المؤتمر المعهد العالي للعلوم والثقافة الإسلامية، ومركز دراسات التاريخ التابع لمكتب التبليغ الإسلامي، والمجمع العالمي لأهل البيت (ع). وما عدا جامعة الأديان والمذاهب نفسها فقد راسلنا مع الموقع الإلكتروني للمعلومات ‌isc حتى يتعاون معنا كي ترتقي مقالات هذا المؤتمر إلى درجة ‌isc، وبالتالي سنكون قد أقمنا مؤتمرا جيدا ومقبولا.

وفي ختام هذا الحوار أضاف المدير العلمي والثقافي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): أعتقد أنه من الجيد أن تتصدى جامعة الأديان والمذاهب للقضايا المثيرة للجدل حتى يناقش ذلك الاتجاه الموحد والتقريبي أو الاتجاه الذي قد أهمل دوما على مدى التاريخ ولم يلتفت إليه، وجميع القضايا المثيرة للجدل والخلافية بين الشيعة والسنة يتم مناقشتها وقراءتها واحدة واحدة  من قبل الجامعة؛ كي تتجلى وتظهر تلك الجهة التي غفلت عنها وهي الوحدة والتضامن في العالم الإسلامي، ولكي نثبت للجميع أن هناك نظرة لتوحيد الصفوف مع وجود قضايا خلافية ومثيرة للجدل. فأنا أعتقد رغم الخلافات الموجود بين الشيعة والسنة هناك قواسم كثيرة أيضا بيننا، فواقعة الغدير وحديث الغدير يعدان أساس الوحدة ومصدرا للتقريب بين المذاهب الإسلامية.

نظر دهید

شما به عنوان مهمان نظر ارسال میکنید.

المجمع العالمي لأهل البيت (علیهم السلام)

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.

أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.

قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.

  • ایران - تهران - بلوارکشاورز - نبش خیابان قدس - پلاک 246
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

اتصل بنا

موضوع
البريد الإلكتروني
الرسالة
9-4=? قانون الضمان