وصايا ثقافية وتبليغية لأمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بالتزامن مع شهر محرم
یجب على مبلغي ثقافة اهل البيت (ع) أن يُبيّنوا إضافة الى كيفية حدوث واقعة عاشوراء، كذلك لماذا وقعت الواقعة والبحث عن أسبابها وجذورها؛ ما الذي حصلت من احداث على القرآن الناطق ثم تم رفع المصاحف من على الرماح (في حرب الصفين) ؟
وفقا لما أفاده الموقع الرسمي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) - بالتزامن مع أيام عزاء الخاصة بسيد الشهداء، وإقامة مجالس وعظ وارشاد في بيان ما يتعلق بمفاهيم عاشوراء، أوصى أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله الشيخ "رضا رمضاني" وصايا ثقافية - تبليغية تخص المبلغين المعنيين في بيانه .
نص وصايا آية الله رمضاني كالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدّم واجب العزاء في البداية بحلول شهر محرم الحرام الحسيني لكل واحد منكم. ان شهر محرم وصفر الحسيني، يعتبران فرصة ذهبية لمبلغي ثقافة عاشوراء، والتي يجب الاستفادة من الفضاء الافتراضي أقصى ما يمكن لهذا الغرض؛ لذا أود ان اذكر النقاط التي تتعلق بشهر محرم والإمام الحسين (ع) :
النقطة الأولى: ان الإمام الحسين عليه السلام شخصية عالمية ويقينا انّ له أثر عالمي كبير؛ لأنه شخصية مقبولة في جميع الملل والنحل في العالم. ومسؤولتنا هي انه في أي مكان نعمل، يجب علينا تعريفه بشكل صحيح وان يُتأسى به في أبعاده المختلفة؛ كنموذج للشيعة والمسلمين، واتباع الاديان الابراهيمية وكذلك كافة الناس من الاتجاهات الأخرى. وهذا ما قاله : ويلكم إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في الدنيا [1]. وفي مكان آخر قال الإمام علي (ع) : لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حُرّا [2].
النقطة الثانية: فيما يتعلق بعاشوراء، علينا ان نعمل على ثلاث مستوات:
الف) يجب ان يكون نقلنا عن التاريخ صحيحا، وعلينا ان نحذر عند الاستفادة من المصادر فتجب ان تكون موثوقة ومعتبرة لغرض بيان واقعة عاشوراء. ونقل لنا المحدث النوري في كتبه الروائية ان هناك من قصد تشويه ثقافة عاشوراء وما يزال. كما ان الشهيد المطهري أشار في كتابه "الحماسةالحسينية" ومؤرخين آخرين في الفترة الأخيرة الى تحريفات عاشوراء. وعليه فانه يتوجب علينا في المرحلة الأولى ما ننقله عن وقائع كربلاء يكون صحيحا .
باء) يجب على مبلغي ثقافة اهل البيت (ع) ان يوضحوا كيفية حدوث واقعة عاشوراء، بالإضافة الى بيان كيفية وقوع حادثة عاشوراء يجب البحث كذلك عن أسبابها وجذورها؛ ما الذي حصلت من احداث على القرآن الناطق ثم تم رفع المصاحف من على الرماح (في حرب الصفين) ؟ ما الذي حصل في هذه الفترة الوجيزة، واحتفلوا في الشام ؟ لماذا انقلبت أواضع المسلمين والمجتمع الاسلامي رأسا على العقب، وانها أدت الى حادثة مرّة ومريرة .
ج) كما يجب على مبلغينا ان يقوموا بالمقارنات وان يبينوا مقابل تلك الحادثة العظيمة، من الذي يبلّغ ويبيّن الفكر العاشورائي، ومن الذي يحرّف الفكر العاشورائي أو حتى يحذفه ؟ من الذي يظلم، ومن الذي يقف أمام الظلم ويسعى الى تحقيق العدالة ؟ ومن الذي يريد ان يضع الناس على طريق الهداية ومن الذي يتسبب في انحرافهم ؟ اليوم من الذي يسعى الى تفكير يزيدي وظلمه وقمعه والاستعمار ونهب الناس والشعوب في صور مختلفة بثوب الاستعمار الجديد؟ يجب الوقوف عند هذه التطبيقات والاستفادة الصحيحة من المفردات وكذلك ما هو المتداول في الادب الدولي
ومفتاح الألفاظ، مثل الدفاع عن حقوق الإنسان .
اليوم في الغرب يهتمون بحقوق الحيوانات جيدا، ولكن في جانب آخر، ان الآخرين يتعرضون للظلم والإضطهاد الفاحش، والمثال الواضح لهذا هو في فلسطين فيهجرون نساءها وأطفالها فيما الشباب والاطفال يتم قتلهم، كما يدمرون البيوت والمزارع، ويغضون النظر تماما ولا يذكرون في كلامهم عنها شيئا؛ وانما يتنمرون ويستخدمون كلمات خادعة في اعلامهم العالمي .
وفي النتيجة ان يلتزم المبلغون بالنقل والتحليل الصحيحين أثناء التطبيق، كما ان المبلغين هم سفراء الاسلام يخدمون ثقافة اهل البيت (ع)؛ لذا يجب ان يعرّفوا المفاهيم الاسلامية لكافة الناس والبحث حول التدين، الدين الذي أصبح في الوقت الحاضر لعقا في ألسن الناس، ولكنها فرصة للإمتحان والاختبار، كما قال الإمام الحسين (ع) : إنَّ الناسَ عَبيدُ الدُّنيا و الدِّينُ لَعقٌ على ألسِنَتِهِم يَحوطُونَهُ ما دَرَّت مَعائشُهُم، فإذا مُحِّصُوا بالبلاءِ قَلَّ الدَّيّانُونَ .[3]
يجب علينا ان ننشر التدين بالعالم في معناه الواقعي للكلمة وعلى أساس الحكمة والعقلانية. والشيء الذي يطالبوننا به هو ان ننشر التدين الجامع والعميق والدقيق. والإمام الحسين (ع) رسّخ حركته على هذا الأساس، وعمليا أظهر انه يجب ان يكون القائد الاسلامي متمسكا بمبادئ الاسلام. وكشف للناس جيدا عن القائد المخادع والكاذب وفاعل المنكرات والقبائح قائلا : " أ لاَ تَرَونَ أنَّ الحَقَّ لا يُعمَلُ بهِ ، و أنَّ الباطِلَ لا يُتَناهى عَنهُ ، لِيَرغَبِ المُؤمنُ في لِقاءِ اللّه لّه ِ مُحِقّا ، فإنّي لا أرَى المَوتَ إلاّ سَعادَةً ، و لا الحَياةَ مَعَ الظّالِمينَ إلاّ بَرَما [4].
يجب ان نبين لمخاطبينا في الوقت الحاضر ان الدين يجمع الدنيا والآخرة والظاهر والباطن وكذلك المسؤوليات الفردية والاجتماعية. إذن يجب علىالإنسان ان يسعى كثيرا في هذه الدنيا. وللأسف ان في الغرب المسؤولية الاجتماعية لا يحظى باهتمام، ولا يعيرون أي اهتمام لمشاكل آخرين؛في الوقت الذي جاء في حديث النبي (ص) : مَنْ سَمِعَ رَجُلاً يُنادى يا لَلْمُسْلِمينَ فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ؛[5] . سواء كان مسلما أو غير مسلم. وكذلك في بعض حديثه يقول : مَنْ اَصْبَحَ لا يَهْتَمُّ بِاُمورِ الْمُسْلِمينَ فَلَيْسَ مَنْهُمْ؛[6]
أكد الاسلام على الوحدة بين المسلمين والمؤمنين جاء في حديث عن الإمام جعفر الصادق (ع) : «المؤمنُ أخو المؤمنِ كالجَسَدِ الواحدِ، إنِ اشتكَى شيئا مِنهُ وَجَدَ ألمَ ذلكَ في سائرِ جسدِهِ ، وأرواحُهُما مِن رُوحٍ واحدةٍ[7]»
ان ثقافة عاشوراء تحتوي كذلك على رسائل أخرى واضحة؛ وهو ان قتلة كربلاء في نار مخلدون، حتى أولئك الذين رضوا على هكذا قتل أو يرضون به انهم مع قتلة كربلاء . نحن اليوم أمام فرصة ذهبية لتوافر أدوات حديثة وفضاء افتراضي. بعض المبلغين لهم منابر، والآخرون يبلغون مفاهيم الاسلام وجها لوجه، والبعض الثالث لهم نشاطات في الفضاء الافتراضي لنشر علوم أهل البيت (ع). يجب علينا ان نستفيد من جميع هذه الإمكانات لتوسعة فهم المجتمع . والنقطة الأخيرة وهي ان كافة أنبياء الله تعالى جاءوا لتعليم وتربية البشر . جاء في الحديث النبوي الشريف : اُغدُ عالِما ، أو مُتَعَلِّما ،
أو مُستَمِعا ، أو مُحِبّا لَهُم ، و لا تَكُنِ الخامِسَ فَتَهلِكَ .[8]
جاء في زيارة الأربعين السلام على المظلوم والسلام على أمين الله والسلام على ولي الله، نرى هذه الكلمات للإمام الصادق (ع) : اللّهُمَّ، إنّي أشهَد أنَّهُ ... بَذَلَ مُهجَتَهُ فيكَ لِيَستَنقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وحَيرَةِ الضَّلالَةِ، وقَد تَوازَرَ عَلَيهِ مَن غَرَّتهُ الدُّنيا وباعَ حَظَّهُ بِالأرذَلِ الأدنى .[9]
علينا ان نسعى من خلال فهمنا لهذه العبارة، الى تحقيق أهداف الانبياء والقضاء على الجهل بالمجتمع في مقابل أولئك الذين هم في المجتمع الجاهلي رفعوا رأس ولي الله من على الرمح؛ مثل سعي علماء شهداء على طول التاريخ، كالشهيدين، الشيخ فضل الله النوري وآية الله الكاشاني في ايران، والقاضي نور الله الشوشتري وغيرهم، جاءوا لينيروا الطريق ويزيلوا الجهل من المجتمع، وفي نهاية المطاف لم ينصفوهم وحذفوهم من المجتمع . هؤلاء العلماء بينوا باستشهادهم ان المجتمع يجب ان يكون محور العلم والتكليف. وان المجتمع البشري مكلف في مقابل الدين وايمان الناس .
يجب الالتفات الى هذه النقطة كثيرا حتى نتجنب توظيف الدين واستغلاله. ان داعش والتكفيريين والمتشددين استفادوا كثيرا من ظاهر التدين والفاظ اسلامية خادعة، ولكن تحت اسم الله اكبر ولا اله الا الله كانوا يقطعون الرؤوس، يجب علينا الاجتناب عن التدين الظاهري الذي يستفيد من الدين كوسيلة، وان نُجنب الآخرين كذلك .
يجب الانتباه لمقدمات التدين وهو المعرفة الكاملة الصحيحة للدين والتصديق أثناء تبليغنا. وفي النتيجة لو أصبحنا مُتدينيين جيدين، لأصبح المجتمع كذلك متدينا وحلّ العُقد وطالب بالعدالة وعاش هموم المجتمع البشري لحل مشاكلهم، وسعى جاهدا في هذا السبيل . ومرة أخرى أُثمّن جهودكم أيّها المبلغون الأعزاء وأشكركم وآمل لكم التوفيق، وأسألكم الدعاء من جميعكم في هذه الأيام .
الهوامش
[1] مقاتل الطالبيين ص 118
[2] نهج البلاغة: نامه 31
[3] تحف العقول : 245
[4] تحف العقول : 245
[5] كافى، ج 2، ص 164، ح 5
[6] كافى، ج 2، ص 164، ح 5
[7] الكافي: 2/166/4
[8] عوالي اللآلي : 4 / 75 / 58 ، بحار الأنوار : 1 / 195 / 13 ؛ المعجم الأوسط : 5 / 231 / 5171 ، الفردوس : 1 / 420 / 1753 كلاهما عن أبي بكرة وليس فيهما «لهم» ، كنز العمّال : 10 / 143 / 28730 نقلاً عن البزّار
[9] تهذيب الأحكام : ج 6 ص 113 ح 201 ، مصباح المتهجّد : ص 788 ح 857 كلاهما عن صفوان بن مهران ، بحار الأنوار : ج 101 ص 331 ح
یجب على مبلغي ثقافة اهل البيت (ع) أن يُبيّنوا إضافة الى كيفية حدوث واقعة عاشوراء، كذلك لماذا وقعت الواقعة والبحث عن أسبابها وجذورها؛ ما الذي حصلت من احداث على القرآن الناطق ثم تم رفع المصاحف من على الرماح (في حرب الصفين) ؟
وفقا لما أفاده الموقع الرسمي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) - بالتزامن مع أيام عزاء الخاصة بسيد الشهداء، وإقامة مجالس وعظ وارشاد في بيان ما يتعلق بمفاهيم عاشوراء، أوصى أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله الشيخ "رضا رمضاني" وصايا ثقافية - تبليغية تخص المبلغين المعنيين في بيانه .
نص وصايا آية الله رمضاني كالتالي :
أقدّم واجب العزاء في البداية بحلول شهر محرم الحرام الحسيني لكل واحد منكم. ان شهر محرم وصفر الحسيني، يعتبران فرصة ذهبية لمبلغي ثقافة عاشوراء، والتي يجب الاستفادة من الفضاء الافتراضي أقصى ما يمكن لهذا الغرض؛ لذا أود ان اذكر النقاط التي تتعلق بشهر محرم والإمام الحسين (ع) :
النقطة الأولى: ان الإمام الحسين عليه السلام شخصية عالمية ويقينا انّ له أثر عالمي كبير؛ لأنه شخصية مقبولة في جميع الملل والنحل في العالم. ومسؤولتنا هي انه في أي مكان نعمل، يجب علينا تعريفه بشكل صحيح وان يُتأسى به في أبعاده المختلفة؛ كنموذج للشيعة والمسلمين، واتباع الاديان الابراهيمية وكذلك كافة الناس من الاتجاهات الأخرى. وهذا ما قاله : ويلكم إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في الدنيا [1]. وفي مكان آخر قال الإمام علي (ع) : لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حُرّا [2].
باء) يجب على مبلغي ثقافة اهل البيت (ع) ان يوضحوا كيفية حدوث واقعة عاشوراء، بالإضافة الى بيان كيفية وقوع حادثة عاشوراء يجب البحث كذلك عن أسبابها وجذورها؛ ما الذي حصلت من احداث على القرآن الناطق ثم تم رفع المصاحف من على الرماح (في حرب الصفين) ؟ ما الذي حصل في هذه الفترة الوجيزة، واحتفلوا في الشام ؟ لماذا انقلبت أواضع المسلمين والمجتمع الاسلامي رأسا على العقب، وانها أدت الى حادثة مرّة ومريرة .
ج) كما يجب على مبلغينا ان يقوموا بالمقارنات وان يبينوا مقابل تلك الحادثة العظيمة، من الذي يبلّغ ويبيّن الفكر العاشورائي، ومن الذي يحرّف الفكر العاشورائي أو حتى يحذفه ؟ من الذي يظلم، ومن الذي يقف أمام الظلم ويسعى الى تحقيق العدالة ؟ ومن الذي يريد ان يضع الناس على طريق الهداية ومن الذي يتسبب في انحرافهم ؟ اليوم من الذي يسعى الى تفكير يزيدي وظلمه وقمعه والاستعمار ونهب الناس والشعوب في صور مختلفة بثوب الاستعمار الجديد؟ يجب الوقوف عند هذه التطبيقات والاستفادة الصحيحة من المفردات وكذلك ما هو المتداول في الادب الدولي
ومفتاح الألفاظ، مثل الدفاع عن حقوق الإنسان .
اليوم في الغرب يهتمون بحقوق الحيوانات جيدا، ولكن في جانب آخر، ان الآخرين يتعرضون للظلم والإضطهاد الفاحش، والمثال الواضح لهذا هو في فلسطين فيهجرون نساءها وأطفالها فيما الشباب والاطفال يتم قتلهم، كما يدمرون البيوت والمزارع، ويغضون النظر تماما ولا يذكرون في كلامهم عنها شيئا؛ وانما يتنمرون ويستخدمون كلمات خادعة في اعلامهم العالمي .
وفي النتيجة ان يلتزم المبلغون بالنقل والتحليل الصحيحين أثناء التطبيق، كما ان المبلغين هم سفراء الاسلام يخدمون ثقافة اهل البيت (ع)؛ لذا يجب ان يعرّفوا المفاهيم الاسلامية لكافة الناس والبحث حول التدين، الدين الذي أصبح في الوقت الحاضر لعقا في ألسن الناس، ولكنها فرصة للإمتحان والاختبار، كما قال الإمام الحسين (ع) : إنَّ الناسَ عَبيدُ الدُّنيا و الدِّينُ لَعقٌ على ألسِنَتِهِم يَحوطُونَهُ ما دَرَّت مَعائشُهُم، فإذا مُحِّصُوا بالبلاءِ قَلَّ الدَّيّانُونَ .[3]
أو مُستَمِعا ، أو مُحِبّا لَهُم ، و لا تَكُنِ الخامِسَ فَتَهلِكَ .[8]
جاء في زيارة الأربعين السلام على المظلوم والسلام على أمين الله والسلام على ولي الله، نرى هذه الكلمات للإمام الصادق (ع) : اللّهُمَّ، إنّي أشهَد أنَّهُ ... بَذَلَ مُهجَتَهُ فيكَ لِيَستَنقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وحَيرَةِ الضَّلالَةِ، وقَد تَوازَرَ عَلَيهِ مَن غَرَّتهُ الدُّنيا وباعَ حَظَّهُ بِالأرذَلِ الأدنى .[9]
علينا ان نسعى من خلال فهمنا لهذه العبارة، الى تحقيق أهداف الانبياء والقضاء على الجهل بالمجتمع في مقابل أولئك الذين هم في المجتمع الجاهلي رفعوا رأس ولي الله من على الرمح؛ مثل سعي علماء شهداء على طول التاريخ، كالشهيدين، الشيخ فضل الله النوري وآية الله الكاشاني في ايران، والقاضي نور الله الشوشتري وغيرهم، جاءوا لينيروا الطريق ويزيلوا الجهل من المجتمع، وفي نهاية المطاف لم ينصفوهم وحذفوهم من المجتمع . هؤلاء العلماء بينوا باستشهادهم ان المجتمع يجب ان يكون محور العلم والتكليف. وان المجتمع البشري مكلف في مقابل الدين وايمان الناس .
يجب الالتفات الى هذه النقطة كثيرا حتى نتجنب توظيف الدين واستغلاله. ان داعش والتكفيريين والمتشددين استفادوا كثيرا من ظاهر التدين والفاظ اسلامية خادعة، ولكن تحت اسم الله اكبر ولا اله الا الله كانوا يقطعون الرؤوس، يجب علينا الاجتناب عن التدين الظاهري الذي يستفيد من الدين كوسيلة، وان نُجنب الآخرين كذلك .
يجب الانتباه لمقدمات التدين وهو المعرفة الكاملة الصحيحة للدين والتصديق أثناء تبليغنا. وفي النتيجة لو أصبحنا مُتدينيين جيدين، لأصبح المجتمع كذلك متدينا وحلّ العُقد وطالب بالعدالة وعاش هموم المجتمع البشري لحل مشاكلهم، وسعى جاهدا في هذا السبيل . ومرة أخرى أُثمّن جهودكم أيّها المبلغون الأعزاء وأشكركم وآمل لكم التوفيق، وأسألكم الدعاء من جميعكم في هذه الأيام .
[1] مقاتل الطالبيين ص 118
[2] نهج البلاغة: نامه 31
[3] تحف العقول : 245
[4] تحف العقول : 245
[5] كافى، ج 2، ص 164، ح 5
[6] كافى، ج 2، ص 164، ح 5
[7] الكافي: 2/166/4
[8] عوالي اللآلي : 4 / 75 / 58 ، بحار الأنوار : 1 / 195 / 13 ؛ المعجم الأوسط : 5 / 231 / 5171 ، الفردوس : 1 / 420 / 1753 كلاهما عن أبي بكرة وليس فيهما «لهم» ، كنز العمّال : 10 / 143 / 28730 نقلاً عن البزّار
[9] تهذيب الأحكام : ج 6 ص 113 ح 201 ، مصباح المتهجّد : ص 788 ح 857 كلاهما عن صفوان بن مهران ، بحار الأنوار : ج 101 ص 331 ح